بصرف النظر عن اتفاقك او اختلافك ، فإن هذاالمقال يحتاج لعقلك وخيالك معا ؛ السؤال طرحه Graham Fuller بمقالته: (عالم بلا إسلام – A World Without Islam) التي اختارتها مجلة Foreign Policy لغلاف عدد ها الحالى (يناير –فبراير ). فولر، نائب مدير "مجلس الاستخبارات الوطنية" السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. المقال يطرح تساؤلا غاية فى البراءة "الأمريكية " ماذا سيكون شكل العالم بدون الإسلام ، الرجل يدعوك أن تتخيل ان النبى عليه السلام لم يبعث ، ويسألك : هل كانت العلاقة بين الشرق والغرب ستتأثر ؟ وبأستاذية ثعلبية يرى رجل المخابرات أن العالم لم يكن ليتغير ، فأطماع الغرب فى الشرق لا علاقة لها بالدين، ويورد الأدلة الكثيرة على أن مسعى الغرب للهيمنة على "الفضاء الاستراتيجي للعالم الإسلامي، وموارده الخام، بل وثقافته، والسعي لتحويله إلى "الولاء للأمريكيين"" ليس أمرا طارئا، وهو ليس بسبب الإسلام.ذلك أن الهيمنة على الشرق ظلت دأب الغرب من قبل ظهور الإسلام. فحتى لو لم يظهر الإسلام فإن الشرق الأوسط سيكون مسرحا للحروب المحلية وهدفا للأطماع الغربي . ولذلك فالحروب الصليبية – فى رأيه- مدفوعة بأسباب كثيرة لا علاقة بالإسلام ، وربما تظاهرت أوروبا بدعوى "تصدير القيم المسيحية لسكان المناطق التي غزتها" لكن الهدف الحقيقي لم يكن إلا تأسيس مناطق نفوذ استعمارية لتكون مصادر لثراء الأقطار الأوروبية ومناطق انطلاق لمزيد من التوسع.وربما تعللت بـ "محاربة الإرهاب" . وقد يظن القارىء لكتابات " فوللر "أنه حريص على إبعاد تهمة الإرهاب عن الإسلام ، لكنك ستجد ذلك وهما وأنت تقرأ فى مقدمة المقال ( وهو منشور على موقع المجلة على الإنترنت ) يقول " ويبدو ان الاسلام تكمن وراء طائفة واسعة من الاضطرابات الدولي : الهجمات الانتحاريه ، وتفجيرات السيارات ، والاحتلال العسكري ، والمقاومة الكفاح ، واعمال الشغب ، الفتاوي ، والجهاد ، حرب العصابات ، و9 / 11 نفسها. لماذا تحدث هذه الاشياء؟ قناعات لكن زائفة : لكن مثل هذه القناعات الزائفة نجده يعارضها فى كتبه ، ربما تتعجب وأنت تقرأ لـ "جراهام فوللر" في كتابه "مستقبل الاسلام السياسي" أنه لايوجد في المستقبل المنظور علي ساحة الشرق الاوسط أي منافس سياسي يمكن ان يشكل قوة يعتد بها في مواجهة الصعود الطاغي للاحزاب والجماعات المنتمية للاسلام السياسي..ويحذر فوللر الذي يعمل الان كأستاذ جامعي من الوقوع فيما يسميه "بالشراك التحليلية" عند دراسة جماعات الاسلام السياسي واعتبارها في الجوهر ظاهرة دينية..فهذه الحركات وان كانت دينية بحكم مرجعيتها واسنادها الاسلامي لكن قوتها الاساسية تقع في منطقة العمل السياسي والانشطة الاجتماعية.. وهاهو يضع جماعة الاخوان المسلمين جنبا الي جنب مع تنظيم القاعدة ضمن طيف واسع وفضفاض من الحركات الاسلامية تشمل حزب العدالة الحاكم في تركيا حسب تعريفه المتعجل لتيار الاسلام السياسي بأنه "هذا التيار الذي يؤمن بأن القرآن والسنة لابد وأن يكونا أساس المجتمع الاسلامي والقاعدة الراسخة لنظام الحكم في هذا المجتمع". وهو ما ينافى عملية التجهيل التاريخى لوضعية الدين الإسلامى ،كأرسخ الأديان عند معتنقيها، وأكثر الأديان دافعية للتغيير ، مما يعنى ان المسلمين فى الوقت الحاضر وقعوا ضحية مؤسساتهم السياسية التى تلهت عن تنظيمهم وتوظيفهم سياسيا، وهو ما يدفع فوللر للتاكيد على أن الوعى عند المسلمين ،يكاد يكون وعيا فطريا ، خاصة فى نظرتهم للغرب حيث ، يضيف فوللر في كتابه:"مستقبل الاسلام السياسي" ان اغلب المسلمين لديهم شعور بالمظلومية التاريخية والوجع من الغرب وهيمنته الامبريالية لعدة قرون علي العالم الاسلامي وخاصة منطقة الشرق الاوسط فيما يري المسلمون الان أن الولايات المتحدة تشكل رأس الحرب في الهجمة الامبريالية الغربية الحالية التي جاءت تحت عنوان العولمة عازمة علي تفريغ الاسلام من مضمونه وقوته السياسية..انه الاسلام الذي يشكل القلعة الحصينة لمقاومة أجندة العولمة الامريكية.
وهو يلفت الانتباه إلى بعض الحقائق. فهو يصور كيف أن بعض المسؤولين الأمريكيين لا يجرؤون على التعبير عن آرائهم الحقيقية عن الأسباب الحقيقية لما تعاني منه منطقتنا بسبب الغطرسة الغربية ماداموا في مناصبهم الحكومية، - وكما يقول أحد المفكرين السعوديين - لكن كثيرا منهم يعبرون عنها بقوة بعد أن ينفكوا من عقدة الخوف التي تكبلهم أثناء عملهم الحكومي فهل يظل هذا التضارب سبيلا تسلكه الولايات المتحدة ومفكروها ؟
اضف تعليقك على هذه المادة
|
|
|