* في الحديث القدسي قول الله تعالى: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا) وفي كتابه الكريم قوله تعالى: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة..) الآية، وعن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم قوله: (لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى)، والمؤمنون صادقو الإيمان نورهم يمشي بين أيديهم يوم القيامة، بينما الظلم ظلمات يوم القيامة، ولا تميّز في الجنس البشري إلا بالتقوى، حيث الإنسان التقي لا يظلم أبداً، وإن كان من دوافع النفس الظلم، فإن من كمال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فكيف يكون من أمة التوحيد عصاة؛ قد خالفوا النهج العظيم، واتبعوا ما تهوى أنفسهم، وقد تباغضوا وتناحروا وتحاسدوا. * إن ثورة العرب ثورة ضد الاستبداد، وضد القمع والظلم، وضد الفوقية والتعالي والمهانة والإذلال، فاستعباد الإنسان لأخيه الإنسان أشد أنواع الظلم والانكسار، وما ضياع حقوق الشعوب الثائرة إلا استهتار من أنظمتها بقيمة الإنسان وشرعيته، وتحالف مع الأعداء وتبن للتوجهات المخالفة تماماً للحق والعدل، سعياً وراء المكاسب والمصالح الشخصية، والتفرد بالسلطة، متوهمين هيمنة أسياد المال في العالم، وقدرتهم على شراء كراسي الرئاسة لأتباعهم. * لم تثر تلك الشعوب العربية مع أنها مسالمة، وأحياناً غير مبالية، إلا من ضغوط ولَّدت انفجاراً، يطالبون فيه باحترام عقلية هذا الإنسان على أرضه، وفي موطنه، وأن ينال حقوقه وكرامة عيشه، وعدالة اجتماعية توازن الكفة، ليعيش الجميع في سلام.. وحين رأوا تعرجات وتفاوت كبير في المسارات السياسية؛ لمسوا استعباد الغرب لهم بإملاءات على تلك الشعوب، فرضتها عليهم قوى استعمارية تعمل في الخفاء، مما يتنافى مع مصالح أوطانهم العليا، يفاقم هذه المظالم البُعد عن شرع الله الذي حفظ لكلٍّ حقوقه، وألزمه حدوده، وبين هذه الشعوب المنكوبة بأنظمتها أضعنا الوقت الكافي؛ الذي أوصانا فيه رب العزة والجلال بأن نعد لهم ما استطعنا من القوة والعدة والعتاد، لحرب العدو الحقيقي، عدو الله ورسوله عدو الإسلام «العدو الإسرائيلي»، الذي كان الأجدر بهذه الأنظمة أن يلتفوا ويلتفتوا نحو القضاء عليه، وليس معاداة شعوبهم والإجحاف في حقوقهم، كونهم أمَّنوا لهم وأَمِنوا. * إن أمة التوحيد لم ترتقِ وتنتصر في سابق عهدها إلا بتمسكها بكتاب الله وسنة رسوله، وقد جعلنا الله أمة وسطى (نحكم بالعدل)، وألا يكون هناك أثرياء يتمتعون بنصيب الأسد أو الغنى الفاحش بينما الضعفاء لا يجدون إلا فتات يقتاتون منها، وعلينا دائماً وأبداً أن ننصف المظلوم، والقوة في الحق أمر مطلوب، بل ومن ضرورات الحاكم الحصيف (قوة في لين)، إذ يهابه بل وترجف أوصاله من يفكر في الخروج عن حكم الله وشرعه، هذه هي القوة الحقيقية وما يضبط أمور الشعوب والقبائل، حيث لا يكون الخوف من أن نظلم أحداً وفينا كتاب الله، فحصننا الحصين شرع الله، بل من أن يكون بيننا مظلوماً لا نعلم عنه، والحق ينصف الجميع ويعدل فيما بينهم. * إن الإصلاح الجذري هو من يقضي على غائلة الفساد، وإنه لا أخوة إلا في الإسلام، فلنكن على قلب رجل واحد، رحماء فيما بيننا، أشداء على أهل الكفر والنفاق، والحذر من أن (نتوهم) أن العدو هو من سوف يسعى لنصرتنا!! والعبرة قائمة فيما حدث من أمريكا في العراق وفي أفغانستان، وفيما أجحفت وأذلت إسرائيل في غزة.. والله المستعان. http://www.al-madina.com/node/289676
اضف تعليقك على هذه المادة
|
|
|