|
الجراد يعتمد على خريطة في مخه وضوء الشمس لتحديد اتجاهه
|
وكالات
|
Saturday 17-02 -2007
|
كشفت دراسة أعدها باحثون ألمان ونشرت في مجلة "ساينس" العلمية الأمريكية عن وجود ما يشبه الخرائط الجوية في مخ الجراد الصحراوي وتوصلوا إلى أن الجراد الصحراوي يعتمد على اتجاه ذبذبات ضوء الشمس لتحديد اتجاهه خلال هجرته. وكشف البروفيسور الألماني أوفيه هومبرج المتخصص في مجال الأعصاب الحيوية وتلميذه ستانلي هاينسه عن كيفية استفادة مخ الجراد الصحراوي من هذه المعلومات. وأشار الباحثان إلى أن العلم لم يكن يعرف حتى الآن أن لدى الحشرات مخا يمتلك نوعا من الجينات الإلكترونية وأنه يستطيع الاستفادة من هذه الجينات ليوفر لنفسه ما يشبه الخريطة وأنه يمتلك كذلك الآليات اللازمة لإجراء حساباته الضرورية لذلك. ذهب الباحثان إلى أن الجراد يقوم بمعالجة المعلومات المتاحة له عن الضوء فيما يعرف بالمخ المركزي له وأن خلاياه العصبية موجودة في هذا المخ المركزي في 16 قائمة على شكل أعمدة يستجيب كل عمود منها لذبذبات مختلفة للاتجاهات "القطبية" للضوء. كما اكتشف الباحثان أن كل عمود يغطي نطاق زاوية بمقدار 26 درجة وأن الجراد هو الذي يحدد مكان هذه الدرجة بالنسبة للشمس وأن هذه الأعمدة مجتمعة تغطي 360 درجة. وحيث إن الجراد يمتلك وسائل استشعار غير عادية مثله مثل النحل والنمل فإن باستطاعته كشف مكان الشمس في السماء ودرجة ميلها عن طريق مراكز استشعار خاصة في العين وذلك حتى في حالة وجود سحب. يقول هومبرج: "يستطيع الجراد تحديد مكانه حتى وإن كانت الحشائش تغطيه بحيث لا يرى الشمس حيث يكفيه لذلك مقطع صغير من السماء لأنه يدرك بمجرد تعرفه على مستوى ذبذبات الضوء أن الشمس تقع على مستوى أفقي لاتجاه هذه الذبذبات". قام الباحثان خلال تجاربهما على الجراد الصحراوي بوضعه في تيار من الرياح جعل من الممكن لهذا الجراد تحريك أجنحته ولكنه ظل معلقا في موضعه ثم قاموا بإسقاط الضوء من زوايا مختلفة نيابة عن ضوء الشمس فتبين أن الجراد يحاول تغيير اتجاه طيرانه تبعا لتغير زاوية سقوط الضوء مما أثبت خطأ الاعتقاد السائد بأن الجراد يترك نفسه في مهب الريح خلال هجرته التي قد تصل إلى آلاف الكيلومترات.
|
|
|
|
|
Booking.com
Booking.com
|